الأب مشغول.. والأم في الأسواق!

Publié le par Mohammed Nadhir Salem

  لم يعد تربية الأبناء ذا شأن في حياة الوالدين. على الرغم من أهميته.. بل إن الملاحظة – مع الأسف- أنه في أقصى قائمة اهتمامهم.

  فالأب مشغول.. أرهقه الجري واللهث وراء حطام الدنيا. والأم تضرب أكباد الإبل للأسواق ومحلات الخياطة.. ولا يجد أي منهما وقتاً للتفكير في أمر فلذات الأكباد.. سوى توفير الغذاء والكساء.. فيتساويان مع الأنعام في ذلك.

  أما ذلك الطفل المسكين ، فإنه أمانة مضيعة، ورعية مهملة، تتقاذفه الريح وتعصف به الأهواء. عرضة للتأثيرات والأفكار والانحرافات. في حضن الخادمة حيناً وعلى جنبات الشارع حيناً آخر.. ويُلقي القدوة المسيئة ظلالاً كالحة على مسيرةحياته.

  بعض أطفال المسلمين لم يرفع رأسه يحين يسمع النداء للصلاة.. وما وطأت قدمه عتبت باب المسجد.. ولا رأى المصلين إلا يوم الجمعة أو ربما يوم العيد. وإن أحسن به الظن فمن رمضان إلى رمضان .

  أما حفظ القرآن ومعرفة الحلال من الحرام فأمر غير ذي بال.

  قد يخالفني الكثير في ذلك التشاؤم.. ولكن من رصد واستقرأ الواقع عرف ذلك.. وهاك- أخي القارئ- مثالين أو ثلاثة لترى أين موضع الأمانة.. ومدى التفريط!!

·   الأول: كم عدد أطفال المسلمين الذي يحضرون صلاة الجماعة في المسجد؟ - والله- كأننا أمة بلا أطفال، وحاضر بلا مستقبل!!

أنحن أمة كذلك؟! كلا.. هؤلاء هم .. تملأ أصواتهم جنبات الدور والمنازل والمدارس ويرتفع صراخهم في الشارع المجاور للمسجد.. ولكن أين القدوة والتربية.

·   الثاني: من أهتم بأمر التربية وشغلت ذهنه وأقلقت مضجعه – أو ادعى ذلك- إذا وجد كتاباً فيه منهج إسلامي لتربية النشء. أعرض عنه لأنه ثمين وغال.. وهو لا يتجاوز دراهم معددة. وأخذ أمر التربية اجتهاداً وحسب المزاج وردة الفعل.

وهذه اللامبالاة نجد عكسها تماماً في واقع الحياة.. فإن كان من أهل الاقتصاد فهو متابع للنشرات الاقتصادية ويدفع مبالغ طائلة لشراء المجلات المتخصصة.. ويحضر الندوات ويستمع المحاضرات ولا تفوته النشرة الاقتصادية في أكثر من محطة إذاعية وتلفاز و..؟! وإن كان من أصحاب العقار فهو متابع متلهف .. لا تفوته شاردة ولا واردة.

  ولنر الأمر في أغلب الأسر.. كم أسرة لديها كتاب حول التربية الإسلامية للطفل؟!

·    الثالث: يُعطي الأب من وقته لبناء دار أو منزل أوقاتاً ثمينة..

فهو يقف في الشمس المحرقة، يدق ويلاحظ.. ويراقب ويتابع .. ويزيد وينقص .

 ونسي الحبيب.. من سيسكن في هذه الدار غداً ؟!

 أيها الأب الحبيب..

 ستسأل في يوم عظيم عن الأمانة لماذا فرطت فيها؟! ولماذا ضيعتها ؟!

  إنهم رعيتك اليوم وخصماؤك يوم القيامة إن ضيعت، وتاج على رأسك إن حفظت.

 قال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته،والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.." الحديث.

 وقال أنس رضي الله عنه "إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيعه".

  وكما تقي فلذات كبدك من نار الدنيا وحرها وقرها عليك بقول الله جل وعلا : {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة".

  أصلح الله أبناء المسلمين وجعلهم قرة  غير وأنبتهم نباتاً حسنا

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article